الثقوب السوداء أكثر إشراقاً من المجرات

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ... لسنوات طويلة كانت الثقوب السوداء هي الموضوع المُحبب لكتاب روايات الخيال العلمي وذلك لأنها تمتلك قدرات تدميرية

هائلة كما أنها تعمل على إختصار الزمن في الفضاء، والآن جاءت دراسة قام بها باحثون من جامعة نوتنتجهام لتكشف عن أن الثقوب السوداء تمتلك قوى هائلة لم يكن العلم قد فطن لها من قبل، إذ أثبتت هذه الدراسة أن الثقوب السوداء لديها قدرة على تجريد المجرات الهائلة من الغازات الباردة الضرورية لتشكيل نجوم جديدة، فتموت النجوم القديمة ولا يكون هناك نجوما جديدة لتحل محلها.

لقد استخدمت الدراسة التي قادها (آسا بلوك) الباحث في كلية الفيزياء والفضاء تلسكوب الفضاء (هابل) ومرصد الأشعة السينية (شاندرا) للحصول على صور تميزت بالنقاء والعمق غير المسبوقين وذلك بغرض كشف الثقوب السوداء في المجرات البعيدة، وكان الباحثون يرغبون في الوصول للمجرات التي تنبعث منها مستويات عالية من الإشعاع خاصة الأشعة السينية، وهذا الإنبعاث الإشعاعي العالي يعد دليلاً على قيام الثقوب السوداء بالتهام الغاز والغبار من تلك المجرات.

ولقد أشارت الدراسة التي مولتها وكالة ناسا بمشاركة مجلس العلوم والتكنولوجيا الأميركي، وتعاون فيها باحثون من إمبريال كولدج في لندن وجامعة نوتنجهام إلى أن هذه الصور تؤكد أن الثقوب السوداء الهائلة ينبعث منها إشعاعات سينية تفوق الإشعاعات التي تنبعث من بقية مكونات المجرة مجتمعة مما يعني أن الثقب الأسود أكثر إشراقاً بكثير من المجرة بأكملها حيث أن مقدار الطاقة المنبعثة منه كافية لتجريد المجرة مما تحتوي عليه من غازات ما لا يقل عن 25 مرة.